كلمة المحرر

 

 

نعم .. الإسلاميّون قادمون رغم كره الكارهين

 

 

 

 

 

 

        رغم العمل المتصل المُكَثَّف على تشويه صورة الإسلام عبر وسائل الإعلام العالمية التي يقودها الصهاينة والصليبيون والوثنيون في العالم وصورة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام، ورغم التهويل والتخويف من الإسلاميين بأساليب لاتقبل الحصرَ، و وصفهم بصفات منكرة شنعاء، واتهامهم بكل نوع من التهم، حتى يعودوا منبوذين على مستوى العالم ولدى كل الأمم، ورغم الحرب العالميّة على الإسلام باسم «الحرب على الإرهاب» وعلى الإسلاميين باسم «الحرب على الإرهابيين» ورغم محاربة الشعارات والشارات الإسلاميّة في العالم كله باسم الانتصار للتحضّر والتنور، و رغم إشهار الإسلام بأنه دين بدائي لايصلح لعصر التنوّر والتقدم والتهذب الذي وصل إليه الإنسان اليوم بعد الركض الدؤوب الذي واصله على مدى قرون متطاولة لايعلمها إلاّ الله.. رغم هذا وذاك، لازال الإسلام والإسلاميّون منتصرين غالبين أقوياء تحن إليهم الشعوب الإسلامية ويحبهم الشارع الإسلامي.

     فبعد الثورات التي هبّت عاصفتها في البلاد العربية، والتي دفعت فيها الشعوب العربية الثمن الغالي من أرواحها وممتلكاتها وتصدّت لظلم الأنظمة وفسادها وإفسادها، نجح الإسلاميّون نجاحاً ملموساً في بلاد ثورات الربيع العربي، رغم كل العرائق التي زرعتها القوى المحاربة للإسلام بشتى العناوين والأساليب حتى في عقر داره وبلاده في طريق نجاحهم؛ حتى يفشلوا وينجح بالمقابل عملاؤها الأوفياء منذ قديم الزمان: العلمانيون والليبراليّون المتنكرون للإسلام المحبون للغرب ومنهجه في الحياة؛ لكي تصبح التضحيات المُقَدَّمَة خلال الثورات من قبل الشعوب هباءً منثورًا، وتبقى الحال على ما كانت قبلها، من الظلم للشعب، وهضم حقوقه، وإلهاب ظهوره بالكرباج، وإفناء عمره في السجون والزنزانات، وخدمة مصالح الأعداء من قبل القادة والحكام العلمانيين العملاء لإشباع شهواتهم اللامحدودة.

     ولكن الشعوب العربية التي لاتحب إلاّ الإسلام، رغم كل محاولات تشويهه له والتقزيز منه، والتشنيع عليه، بحثت عن هويتها العربية الإسلاميّة، فعلمت وتأكدت ان الإسلاميين هم خطّ دفاع أول عن وجودها؛ وأنهم هم وحدهم يمثلون روح الأمة وقلبها النابض وسندها في استرجاع هويتها وتحقيق الصحوة الإسلامية؛ وأنهم وحدهم يُمَثِّلون الرقم الصعب في استعادة المكانة الدينية والهوية الإسلامية.

     وعلى ذلك فكان الإسلاميّون هم أكثر الرابحين في الثورات العربية التي استتبعتها الحرب على الإسلام باسم الحرب على الإرهاب لذرالرماد في العيون، وبطبيعة الحال كانت الصهيونية والصليبية والوثنية وعملاءها العلمانيون والليبراليون خَلَف القادة والحكام العلمانيين المستبدين المخلوعين هم أكثر الخاسرين في هذه الجولة التي حاولوا أن يجعلوها لصالحهم كالجولات السابقة.

     مما يؤكّد أن الإسلاميين قادمون رغم كره الكارهين ورغم مخاوف أمريكا ودول الغرب وربيبتها الدولة الصهيونية في الخارج، ورغم مخاوف العلمانيين والليبراليين في الداخل.

     والشعوبُ تنتظر بفارغ الصبر أن يتعامل الإسلاميون مع الموقف الحاضر بنحو يفشل المؤامرات، ويؤكد سماحة الإسلام وصلاحيته لكل زمان ومكان، ويعيد إلى الشعوب حريتهم، ويحقق أمنيتهم في العدالة والديموقراطية الإسلامية الحقيقية التي لا تتشبث بالشعارات، وإنما تؤمن وتعمل بالتطبيق العملي لكل ما يخدم البلاد والعباد.                                                                            [التحرير]

 

(تحريرًا في الساعة 10 من صباح يوم الثلاثاء : 15/صفر 1433هـ الموافق 10/يناير 2012م)

 

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم  ديوبند ، ربيع الأول 1433 هـ = فــــبرايـــر 2012م ، العدد : 3 ، السنة : 36